شهادة 3# لحسن حاجي: تجارب المشاركين في الدورة الثانية من تدريب “قراءة ويكيبيديا في القسم” بالمغرب

مشروع قراءة ويكيبيديا في القسم: رحلة تعلم ساحرة

هي تجربة بطعم الاكتشاف والتعلم، كان أول عهدي بها حين تلقيت رسالة إلكترونية من شبكة القراءة بالمغرب، ومجموعة ويكيميديا المغرب بتاريخ 21/11/2021 والتي تحمل في طياتها دعوة لحضور لقاء تواصلي حول مشروع “قراءة ويكيبيديا في القسم”، فكانت تلك البداية، وبعدها انطلقت مسيرة تواصل متميز مع اللجنة المنظمة عبر كل الوسائل المتاحة حيث تعرفنا على قواعد العمل، وعلى مواعيد التكوين، كانت كل هذه المحطات كفيلة بأن تذكي في نفسي حماس الاستكشاف، وخوض مغامرة جديدة في التعلم، والتعرف على عالم آخر من شأنه أن يعزز قدراتي في تطوير أدائي داخل الفصول الدراسية

انطلقت سلسلة الحصص التكوينية والتي كانت بالنسبة لي موعدا مقدسا لا أفوته أبدا، تعرفت على أعضاء الفريق المشرف على التكوين، كما تعرفت على زملائي من الأستاذات والأساتذة الذين أظهر عدد كبير منهم  التزاما دائما  بالحصص، وكنت في كل وحدة أكتشف عالما سحريا من المعرفة، فكان أول ما تعرفت عليه هو الهدف العام لمشروع “قراءة ويكيبيديا في القسم” ومكوناته، وهو المشروع الذي يهدف إلى إدراج ويكيبيديا كأداة في الفصل لتعليم التثقيف الإعلامي ومحو الأمية المعلوماتية، وتطوير قدرات الأساتذة والتلاميذ في البحث عن المعلومة وتقييمها، كما تعرفت على مفهوم ويكي ومفهوم ويكيميديا ومفهوم ويكيبيديا، وعلى الأخطاء الشائعة حول ويكيبيديا

الأستاذ لحسن حاجي من مديرية إفران

استمرت الوحدات تكشف في كل مرة عن ثرائها الذي يزيدني توقا إلى مزيد من الاكتشاف خصوصا وأن كل وحدة  تكوينية كانت تأتي معززة بدليل مفصل ، وتنتهي بسلسلة من الواجبات التي كان يجب أن ينجزها كل واحد منا، ويتقاسمها مع الآخرين على منصة الفيسبوك، وهكذا تعرفت على ركائز ويكيبيديا وعلى الإرشادات التوجيهية، وعلى هيكل المقالة وسياسات المحتوى، ومؤشرات الجودة في مقالات ويكيبيديا، وما تتأسس عليه من مصادر موثوقة، ومن خلال كل ذلك اكتشفت الغنى الذي تتميز به موسوعة ويكيبيديا خاصة بما تتيحه الروابط التشعبية من إمكانيات للإبحار في عالم لا محدود من المقالات التي شارك في كتابتها عدد كبير من المحررين المتطوعين الذين يؤمنون بقيمة التعاون باعتبارها إحدى أبرز مهارات القرن العشرين، والتي نسعى نحن أيضا إلى ترسيخها لدى تلميذاتنا وتلاميذنا

واستمرت الرحلة على متن هذا القطار المكوكي الذي ينقلنا من محطة إلى أخرى، وكنا على طول هذه الرحلة نكتشف شيئا جديدا، وهكذا وصلنا إلى محطة خلق المعلومات، والمساهمة في إغناء ويكيبيديا والبدء بإنشاء صفحة المستخدم، والدخول لأول مرة إلى هذا الفضاء المغري والجذاب، وكان شعار المرحلة “كن جريئا” وهو شعار مميز لأنه يساعد المبتدئ على تخطي رهبة البدايات، وقد سمحت لنا مضامين الوحدة الرابعة بالتعرف أكثر على مهارات تحرير المقالات في ويكيبيديا، وإغنائها بالصور والمصادر، وبمنطق النقل الديداكتيكي كنا مطالبين  بتطبيق كل ما تعلمناه في الفصول الدراسية، وذلك بتدريب تلميذاتنا وتلاميذنا على التعامل مع ويكيبيديا تصفحا وتحريرا، وقد أسعفني الحظ في أنني طبقت بعض ما تعلمته في هذا التكوين مع بعض المتعلمات والمتعلمين الذين أبدوا إعجابهم بهذه الموسوعة الغنية.

وقد بدأت فعليا مغامرة المساهمة في ويكيبيديا من خلال تصحيح بعض المقالات في ويكيبيديا عربية، ومكنتني هذه التجربة من اكتشاف معطيات أخرى زادتني إيمانا بقوة هذا المشروع الكبير الذي يسعى إلى ضمان معرفة مجانية للجميع، والذي يتأسس على مجموعة من القيم المثلى، والمهارات الحديثة،  ومن ذلك كله  التعاون، وافترض النية الحسنة، والجرأة في المبادرة والنقاش، والتفكير النقدي، والتزام الموضوعية والحياد 

وكان ختام هذه الرحلة الشيقة الأيام التعليمية جعلني أشعر بالفخر لأنني كنت محظوظا بالمشاركة فيها، وبلقاء أعضاء الفريق المشرف على المشروع وهم إبراهيم، ومنير ورشيد ، وأعضاء شبكة القراءة بالمغرب وعلى رأسهم رئيسة الشبكة الأستاذة رشيدة رقي، بالإضافة إلى زملائي من الأستاذات والأساتذة الذين يشكلون في نظري فخر المنظومة التعليمية المغربية بما يمتلكونه من قدرات، وما يؤمنون به من قيم التعاون والمشاركة والرغبة المستمرة في التعلم، وهي مؤشرات تعد بغد أفضل للمنظومة التربوية في المغرب.

لقد كان هذا التكوين الحضوري بمدينة أصيلا  حلقة أخرى من حلقات تميز مشروع “قراءة ويكيبيديا في القسم” إذ ازداد إيماننا بقدرة المدرس(ة) المغربي على الخلق والإبداع في تطوير طرائق التدريس، مدفوعا (ة) بحس وطني كبير

وفي ختام هذه الجلسة لا يسعني إلا أن أعرب لأعضاء اللجنة المنظمة سواء مجموعة مستخدمي ويكيبيديا بالمغرب، أو من أعضاء شبكة القراءة بالمغرب عن عظيم امتناني، وخالص تقديري مجهوداتهم التي بذلوها من أجل توفير كل شروط نجاح هذا المشروع الواعد الذي يختتم نسخته الثانية هذا العام

الأستاذ لحسن حاجي، من مديرية إفران