مرحبًا جميعًا،
انضممت لمؤسسة ويكيميديا في 1 أغسطس من العام الماضي.[1] في دور أنشئ حديثاً بصفة مدير المنتج والتقانة. (في الأسابيع القليلة الأولى، سماني بعض من أعضاء الفريق C3PO ليعتادوا المنصب الجديد :)، أُعدَّ هذا المنصب ليجمع بين قسمي المنتج والتقانة. بإشراف قائد واحد مسؤول لأول مرَّة منذ قرابة 2015. مثلما فعلت مريانا، قررت إمضاء الأشهر الأولى من وقتي في الاستماع لويكميديا والتعلم. مع أني قدمت من فضاء تقنية حرة المصدر، وسبق أن عملت مع متطوعين ومجتمعات في أعمال سابقة، كان لابدَّ من البدء هنا بالفضول والانفتاح لمعرفة ماهي الأمور الحسنة وما الذي ينبغي تطويره.
عقدت منذ ذلك الوقت اجتماعات فردية وأخرى في مجموعات عمل صغيرة مع أكثر من 360 شخصاً، وتحدثوا معي من 38 دولة مختلفة. كما حضرت 22 اجتماعاً كبيراً وصغيراً وفعاليات تتضمن قرابة 3150 شخصاً، متضمنةً أعضاءً من فريق المنتج والتقانة للمؤسسة، وغيرهم من موظفي المؤسسة والمحررين ةالعاملين والجهات الشقيقة ومنظمي الحركة وشركاء الإنترنت الحر. حاولت التعامل مع كل محادثة بفضول وانفتاح وحماس والتخلي عن أي تصورات مسبقة قد تكون لدي (احتضان رؤية المبتدئين عمدًا) عن المؤسسة ومشاريع ويكيميديا والمجتمعات في جميع أنحاء العالم التي تساهم في خلق المعرفة الحرّة ومشاركتها. أستطيع أن أؤكد أنني سرعان ما وجدت نفسي غارقة في التفاصيل المحيطة بي من كل حدب وصوب! لقد تعلم زوجي وطفليَّ الصِّغار أيضاً الكثير عن هذه المؤسسة في الأشهر الست الماضية، أكثر مما تتوقعونه!
لبناء أساس ذاتي، سألت كل شخص ذات النوع من الأسئلة حول: (1) تأثير منظومتي المنتج والتقانة على الحركة و/أو العالم في السنوات الخمس الماضية، وما الذي كان الناس أكثر فخرًا به (2) الرؤية والإستراتيجية الحالية وما إذا كانت ستأخذنا إلى حيث نحتاج إلى الوصول؛ (3) الفرص الواعدة التي يراها الناس في عملنا، وما هو مطلوب لتحقيق هذه التطلعات.
أريد شكر كل شخص بذل من وقته للمشاركة معي، وضمَّنت في متن هذه الرسالة بعض الاقتباسات المجهولة من المحادثات التي أجريتها. وأريد أن أؤكد أن جلسات الاستماع تستمر – سأعمل على توفير المزيد من المساحات في العام المقبل لإجراء محادثات مخصصة حول بعض من الموضوعات المهمة التي أبرزتها أدناه.
الدفع في الاتجاه ذاته: رؤية أفضل ومشاركة للمُحدِّدات
اقتبست على صفحة من أول دفتر ملاحظات للجولة مقولة لشخص يطلب “أهداف مشتركة ذات معنى”، وكان هذا موضوعاً يتكرر مرارًا – رغبة واضحة من الجميع بالعمل معاً لتحقيق هدف مشترك مع جميع المتطوعين الذين أنشأوا مشاريع ويكيميديا كلها. سمعت الكثير من الأصوات والتفاصيل من جانب – ما الذي نجح وما الذي لم ينجح منذ فترة طويلة، بعضاً من المشكلات التي نواجهها عمرها أكثر من عشر سنوات، شارك النّاس ما هو المفقود، وما هو الإضافي، ومن الذي يناضل ليُسمع نداؤه ومن هو ضائع في الازدحام.
“أعتقد بوجود الكثير من الفرص الواعدة لتحفيز النّاس مقايضة التقانة مع مشاركتنا الحالية وجعلها أكثر استدامة. لا يوجد حالياً حوافز للمهندسين في هذا المجال.” “هل بالفعل لدينا تأثير؟”
كيف يمكننا التوحد حول أهداف مشتركة ذات مغزى؟ وما هي المحددات الأكثر أهمية؟ لدينا بيانات كثيرة، ولكننا حقّاً نريد مقاييس نجم الشمَّال (الذي يعني دليلاً لتوجيه العمل) عبر المؤسسة كاملة، ونظاماً لمراجعة ما نتعلَّمه والتفكير فيه، ثمَّ طريقة لربط هذه المحددات بالعمل اليومي الذي نؤديه.
للوصول إلى هنا، ننفذ أمرين رئيسين – الأول هو تعميق فهمنا للأنشطة التطوعية وصحة مجتمعات المتطوعين. سيكون هذا من خلال العمل عن كثب مع المتطوعين واستخدام المعالجات الحالية ومشاركة التعلم، بالإضافة لمسارات العمل البحثية النوعية والكمية ، بما في ذلك مراجعة الأبحاث الحالية للأنشطة التطوعية وملفات العمل النموذجية. والأمر الآخر هو العمل على إنشاء محددات توجيه على مستوى المؤسسة كاملة، تساعد المحددات المشتركة كل شخص على فهم كيفية قياس النَّجاح في المؤسسة، ونشاركها علناً جزءاً ضمن خطتنا السنوية. نخطط، بمرور الوقت، لتقديم مقاييس نجاحنا للمبادرات المهمة إلى المجتمعات لإجراء المحادثات والنقاش لمساعدة الجميع على مواءمة ما قد يبدو عليه النجاح. ستمكننا المقاييس والبيانات المشتركة من اتخاذ قرارات أفضل للمجتمعات وأكثر فعالية فيها، إلى جانب التعاون مع أولئك الذين يعملون على التغييرات وأولئك الذين قد يتأثرون بها تأثراً مباشراً.
كيف تبدو إستراتيجتنا مفتوحة المصدر في العالم المعاصر؟
أومن بشدة أنّ ويكيبيديا ستزول حتّى عام 2030 إن لم نُصلح نظام ميديا ويكي الآن
ماهي إستراتيجتنا حرة المصدر؟
علينا أن نتخذ خيارات صعبة لنحقق ما يعنيه أن نكون منظمة حرة المصدر، والانتقال من النقاش نحو حل المناظرات التاريخية التي تمنعنا من اتخاذ خيارات استراتيجية هامّة.
يوجد منطقتان كبيرتان للمعالجة: ماهي استراتيجيتنا لدعم ميديا ويكي؟ اليوم يوجد شد وجذب حول ما إذا كان يجب علينا دعم ميديا ويكي لمستخدمي الطرف الثالث، مع أنَّ حالات الاستخدام اختلفت كثيراً عن تلك الخاصة بمشاريع ويكيميديا. أُخطط لعقد اجتماع ميديا ويكي أواخر عام 2023 لبدء معالجة هذه المشكلة. ماهي إستراتيجيتنا لإعادة استخدام محتوى ويكيميديا من طرف ثالث؟ يوجد الكثير من الفروق الدقيقة حول تحديد المعدل وتحديث سياسات واجهة برمجة التطبيقات الحالية بما يتماشى مع قيمنا حول الوصول الحر. كيف يمكننا زيادة التنسيق عبر المؤسسة والمتطوعين التقنيين لتوسيع التفاهم والتوافق؟ أصبح محتوى مشروع ويكيميديا أيضًا حجر الزاوية في منتجات الذكاء الصّناعي. لطالما استخدمت ويكيبيديا التعلم الآلي لتحسين المحتوى واكتشاف التخريب. كيف يمكننا المساعدة في دعم استخدام التَّعلم الآلي والذكاء الصناعي الذي يعد منفعة عامة؟ لقد بدأنا بعض المحادثات حول هذا ولكننا بحاجة إلى المضي قدمًا.
ما الذي يتطلبه الأمر لإحداث تأثير على نطاق واسع؟ “قبل أن نتمكن من التفكير في الإستراتيجية، نحتاج إلى الإجابة على السؤال: “هل نريد تغيير هذه الثقافة للعمل بإستراتيجية موحدة أم نريد تغيير منهجية الإستراتيجية للعمل مع ثقافة لا مركزية؟ أو مزيج منهما؟”
ما هي إستراتيجيتنا للتوسع التي ستتيح لنا تحقيق تأثير أكبر بموارد محدودة؟
ندعم اليوم أكثر من 750 مشروعاً ويكيميدياً مختلفاً بما في ذلك أكثر من 300 إصدار للغات المختلفة من ويكيبيديا وويكي مصدر وويكاموس والعديد من مشاريع المعرفة الحرّة الأخرى.
ما هي الطريقة الفعالة والمسؤولة لرعاية الموارد المحدودة لدينا لخدمة ويكيبيديا و/أو المشاريع الشقيقة؟ وعلى غرار المحادثة السابقة حول محددات المؤسسة – علينا أن ننجز ذلك بطريقة مؤثرة على مهمتنا المتمثلة في جلب المعرفة الحرّة إلى العالم بأسره.
تضمنت بعض من الأسئلة الكبيرة التي طرحت دمج المشاريع والتقانة التي تدعمها حينما يكون ذلك منطقيًا، ومن مطالبةٍ مقدمةٍ إلي من مجتمع كومنز – كيف يمكننا التفكير أبعد، وطرح الأسئلة الجوهرية، والتي تشمل في جزء منها دراسة الافتراض طويل الأمد والذي لا جدال فيه على ما يبدو بأن ميديا ويكي هو أفضل برنامج لحل جميع المشكلات التي نواجهها. وإذا حللنا مشكلات كبيرة بطرق مختلفة، فكيف سيبدو ذلك؟ ما الذي يمكن أن نتعلمه من مشاريع مثل ويكي تعلم، وهي منصة تستخدم برامج حرّة لم تنتنجها المؤسسة، وكذلك الأشخاص والمنظمات خارج حركتنا؟ هذه بالتأكيد فضاء إشكالي غني يحتاج سنوات عديدة لاستكشافه.
علاقة الجميع مع ويكبيديا الإنجليزية، بما في ذلك مؤسسة ويكيميديا
المؤسسة وبعض من أعضاء المجتمع عالقون، لأسباب متعددة، في علاقة مضطربة: المؤسس معجبة بذلك ولكنها تخشى قوة المجتمعات مثل الحيوانات الجميلة والمفترسة – قد يهاجمك النمر- وأيضاً المجتمعات، وليس أقلّها ويكيبيديا الإنجليزية، لا تثق بالمؤسسة.”
تعكس خبرتي حتّى الآن علاقة مثيرة للجدل مع ويكيبيديا الإنجليزية، تُؤمِّن المؤسسة أغلب الدعم للحركة العالمية من ويكيبيديا الإنجليزية، وغالبًا ما يثير المتطوعون هناك معظم المخاوف والاعتراضات على عمل المؤسسة.
يؤثر هذا تأثيراً كبير على المتطوعين والموظفين الذين يحاولون الحفاظ على البرمجة والمحتوى، وإجراء تطويرات مهمة في جميع مواقع الويب، مثل إطلاق واجهة فكتور 2022 هذا العام. جعل هذا العمل فريق المنتج وفريق الهندسة متحفظين للغاية في نهجهما لطرح الميزات، فاستغرق كل تغيير 12 أو 18 شهرًا أو سنوات!، فقط للحصول على ميزات ذات قيمة يستفيد منها المستخدمون. ويؤثر ذلك على قدرتنا على التعاون مع المجتمعات داخل ويكيبيديا الإنجليزية وخارجها حول أهداف كبيرة مثل المساواة في المعرفة وتوصيات إستراتيجية الحركة. كما لاحظ يودا: الخوف هو الطريق إلى الجانب المظلم. هذه هd المشكلة، وأود أن يتغير ذلك.
إذن كيف نكسر هذه الحلقة؟ ما أفعله اليوم هو الانخراط المباشر، على سبيل المثال: شاركت اليوم في جلسة ساعات مكتبية للحديث عن فيكتور 2022، تجنب بعض من قادة فريق المنتج في الماضي القريب الحديث مباشرة مع أشخاص في ويكيبيديا الإنجليزية. ولن يُطبَّق هذا النهج بعد الآن. المشاركة وجهًا لوجه هي أفضل طريقة أعرفها للمساعدة في حل بعض من الألغاز ولمعالجة الخوف والغضب الموجودان. مع ذلك، لن يؤدي هذا لإصلاح الخطأ على الإطلاق هنا. نحن بحاجة إلى حلول منهجية. لا توجد طريقة اليوم لعقد اتفاقيات دائمة وملزمة للطرفين مع المتطوعين، وهذه ليست طريقة مستدامة لإنشاء برامج البنية التحتية وصيانتها. يحدوني الأمل في أن نرسم، مع اتباع نهج أكثر انفتاحا ومباشرة للمشاركة وأيضا من خلال عمل لجنة صياغة ميثاق الحركة، طريقًا لتعاون مثمر وأكثر ديمومة.
أن نُوجِّه، وبوضوح، دعمنا الفني للمتطوعين
نفتقر الحوكمة الواضحة والتواصل مع معظم مكونات التقانة، وهذا يهدر الكثير من الفرص المتاحة لدينا لمشاركة أفضل وأكبر من المتطوعين القدامى والجدد.”
كيف يمكن للمؤسسة أن تكون أكثر توجهاً بشأن علاقتنا مع المتطوعين كلهم؟
لدينا اليوم سياسات قليلة غير مكتملة حول ما يمكن للمتطوعين عمله في الفضاء التقني. نحتاج لرسم حدود اوضح والتوجه نحو سياسة عقلانية وعملية بدلاً من السياسات السابقة لتوجيه عملنا.
بالمثل، شعر المتطوعون بأن الأفضية التقنية، حيث “لم تتدخل المؤسسة”، مخصصة لهم، وانخرطوا بالتالي في إنجاز الأعمال المهمة. تحتاج المؤسسة لإبراز مساءلة أفضل في الحفاظ على الخدمات الرئيسة (مثل المصادقة ثنائية العوامل)، وأن تكون صريحة حول المهام التقنية التي تتركها للمتطوعين.
أخيرًا، نحتاج حقًا لتبني نموذج تطوير منتج يكون أكثر تعاونًا وفعاليةً. هذا يستدعي أدواتً للمراجعة مثل طلبات التعليقات، وأن يؤخذ بالاعتبار مقترح “المجلس التقني” للحركة. ما الذي سيجعلنا بالفعل أفضل معاً؟ أنا حقاً مهتمة بإيجاد إجابة عن هذا السؤال.
ثلاث أولويات للعام القادم
ما حددته أعلاه هو قضايا معقدة لا يمكن حلها في عام واحد. نحناج جميعنا إلى رؤية بعيدة المدى، لا سيما لتحديد المشكلات الدقيقة التي يجب حلها بعناية أكبر.
الآن، بعد مطالعتكم لمسودة أولويات الخطة السنوية لفرق المنتج والتقانة التي تتضمن:
المتطوعون: نحتاج علاقات أوثق، مع التركيز على جعل كل الوقت المقضي في التطوع مُرضيًا ومثمرًا. سأستمر بالتحدث مباشرة وشخصيًا إلى المتطوعين عبر الويكي. أعمل على تغيير خطتنا السنوية لدعم العمل وتحسين تجربة “المحررين ذوي الصلاحيات الموسَّعة” (بمن فيهم الإداريين، والمضيفين، ومكافحي التخريب والإداريين بصلاحياتهم المختلفة المعروفين باسم العاملين). إن عمل هذه المجموعة حول المعلومات الخاطئة والمضللة وكشفها وتطبيق مدونة السلوك العالمية أمر يبلغ من الأهمية الغاية لعمل مشاريع ويكيميديا كلها. ويتطلب النجاحُ الحصولَ على المحددات لتوجيه التقدم وتحديد طرق قياس صحة المجتمعات وإنجاز هذا العمل جنباً إلى جنب مع المتطوعين.
الصيانة: حدد كل من المتطوعين والموظفين وجود العديد من التحديثات غير المنتهية. هذا يعني استمرار دعمنا للأدوات القديمة والجديدة على حد سواء وطرق أدائنا عملنا التقني. هذا يزيد من عبء العمل للجميع، دون إضافة ميزات بالضرورة أو تحسين أنظمتنا التقنية عامَّةً. تشمل التحديات المشكلات بين موظفي المؤسسة والمتطوعين في صنع القرار المجتمعي، والمساءلة في اتخاذ القرار وأفضل المشاريع التي يجب متابعتها، ومن جانب المؤسسة، الرغبة في عدم التسبب في الانزعاج بين المتطوعين. نتيجة لذلك، لدينا العديد من الأدوات المهجورة أو التي لا تُصان صيانة جيدة. يلزم أن نكون قادرين على اختيار مناطق الصيانة والتحديث الفني لتحديد الأولويات، ثمَّ نكون على ما يرام مع عدم أداء عمل الآخرين من أجل إكمال بعض المشاريع الكبيرة، مثلاً: لدينا عمل ضخم للقيام به حوب البنية التحتية للبيانات عندنا والتي تتقادم وتتراكم ضمن أكثر من 40 نظاماً متمايزاً وهشاً مدعوماً من فريق عمل صغير. لدينا أيضًا عمل كبير في نطاق ميديا ويكي للتأكد من قدرته دعم مشاريعنا على مدار العشرين عامًا القادمة.
اتخاذ القرارات: منذ بداية عملي مع المؤسسة، كان الموضوع المشترك الذي استمر في الظهور هو الارتباك الذي كان لدى الفرق الداخلية حول هياكل صنع القرار والمساءلة. سمعت قصصًا عن استعصاء لدى بعضٍ من الفرق إلى أجل غير مسمى، ويشمل هذا قرارات غير واضحة سابقة، وعدم القدرة على اتخاذ قرار والحفاظ عليه. برأيي اتخاذ القرار مثل رفع الأثقال: أنت تجيد ذلك بعمله، تدريجياً وبتناسق، على مدى فترة طويلة من الزمن. للبدء، أنا أتخذ قرارات حول هيكلة وتنظيم فرق المنتجات والتقانة داخل المؤسسة من أجل جعل أصحاب القرار أكثر وضوحًا ومباشرة وشفافية. نحن نتعاون معًا بشكل أفضل داخليًا، ونطرح المشكلات التي لم يتم حلها منذ فترة طويلة بين الفرق من أجل حلها، واحدة تلو الأخرى. بينما أتطلع إلى الأمام، سيكون وضوح عملية صنع القرار وكيفية مواءمة عملنا نحو أهدافنا الثلاثة جزءًا أساسيًا من كيفية تنظيم الفرق.
أعتقد، بالإضافة إلى ذلك، بلزوم أن تكون صناعة القرار وتحقيق نتائج إيجابية متجذرةً في البيانات. سنُعرِّف المحددات الرئيسة لتقييم التقدم المُحرَز وتقييم التأثير على الأهداف الثلاثة لعملنا. يتيح لنا ذلك الاستمرار في التركيز على أهدافنا الأكثر أهمية وإجراء التعديلات حسب الحاجة وتتبع تقدمنا بمرور الوقت.
أنا ملتزمة بتعزيز الشفافية والمساءلة في اتخاذ القرارات على مستويات الإدارة وقيادة المساهمين الفرديين. كما كتبت سابقا في هذه الرسالة، أرحب أيضا بالأفكار حول كيفية بناء عمليات محددة جيدًا للتفاعل مع المجتمعات واتخاذ القرارات المستدامة. ستسمح لنا هذه التغييرات في كيفية اتخاذ القرارات بالتحرك بسرعة أكبر، وأن نكون أكثر استجابة، وأن نخلق تأثيرًا أكبر لأهدافنا بمرور الوقت.
الخطوات التالية
سألني بعض من أعضاء الفرق خلال جولة الاستماع سؤالًا جليًا وهو: لماذا يجب أن نثق بك؟ نتيجةً لتواتر المديرين التنفيذين المختلفين في المؤسسة خلال عام أو عامين، أصبحت الشكوك في القائد الجديد كبيرة. كانت إجابتي: أعتقد أن المشكلات التي نواجهها، بصفتنا مؤسسة ومتطوعين يسعون جاهدين لتقديم المعرفة الحرّة للعالم، هي ألغاز معقدة لا يمكن لشخص واحد حلّها بمفرده، وأنا ملتزمة بمقاربة متعدد السنوات لنتعاون في حلِّها معًا.
يتطلب النجاح أكثر من مجرد خطة عمل المنتج. نحتاج تعاونًا عميقًا وفعّالًا بين المؤسسة والمتطوعين والمجتمعات كلها، وإلى مشاركة طرق التعلم والنجاح معًا، والتكيف المستمر مع التغيرات في الإنترنت والعالم، حتى نتمكن من حل الألغاز الكبيرة التي نواجهها معًا.
تُبنى الثقة بمرور الوقت وعبر الاستمرارية، لذلك لا أطلب منكم الثقة عند بدء عملي. أطلب من الناس الانفتاح للعمل معًا عملاً وثيقاً، وأن يتعلموا قدر المستطاع عن المشكلات المهمة التي نواجهها، وأن نراجع عملنا بانتظام بطريقة مُوجَّهة بالبيانات.
أفضل أن أكون مباشرة حول مدى صعوبة معرفة بعض من هذه المواضيع، حتّى لمناقشتها. لكن مهمتنا هي معالجة أصعب الأسئلة، خاصة حيث يظهر التقاعس عن العمل بسبب الخوف إلى الركود والإحباط بين موظفينا ومجتمعاتنا. لن يكون لأي من هذه المشكلات حلٌ سريعٌ أو سهلٌ. سيتطلب بناء الأنظمة وتحسينها الكثير من العمل، وسيتطلب الكثير من الصبر. لكن العائد لحل هذه الألغاز كلها هو أننا سنكون قادرين على المشاركة مشاركة كاملة، وربما أكثر بهجة، في عملنا.
كانت جولة الاستماع التي أنجزتها فرصة لا تقدر بثمن للحصول على معلومات صريحة حول ما يَعمل بالضبط وما لا يعمل، وعن الأفكار التي يمتلكها الأشخاص فرادى لخلق شيء رائع معًا. أمامنا الكثير من العمل، لكنني متشجعة بعد الطاقة والحماس التي لمستها، وأنا أعلم أننا سنكون قادرين على معالجة هذا معًا.
في المرّة القادمة التي ستسمعون مني في أغسطس لمشاركة نتائج محادثات المجتمع المرتبطة بالتخطيط السنوي، وأعتقد بأنه سيكون لدينا تأثير في السنة القادمة. في غضون ذلك، أود مشاركتكم بعض الأسئلة التي سأعود إليها باستمرار: هل توجد أمثلة عن بعض من القضايا الكبرى التي عالجناها جيداً في الحركة؟ من أين تقترحون أن أستلهم أفكاري؟ ما الذي نجح؟ هذه بعض القضايا المعقدة التي ستقود أولوياتي في السنوات القدمة. ما هي القضايا الكبرى التي لم أتناولها؟
ما زلت عند قناعتي عندما انضممت لكم، أتيتُ للعمل في مؤسسة ويكيميديا لأن حرية الوصول إلى المعرفة أهم شيء يمكنني عمله الآن. يُمكِّن عملنا الناس الذين لديهم المعرفة من مشاركتها/ من خلال إشراك اليافعين والنساء والمجتمعات ضعيفة التمثيل للمساهمة بمعرفتهم الفريدة، سنواصل رحلتنا لمشاركة مجموع المعرفة الإنسانية كافًّة. وهذا النوع من المهام لا يمكن أن ينجزه أي شخص بمفرده، نحن مدعون – وأشعر بالتزام قويّ تجاهه هذا – للتعاون وأن نساهم بصدق في هذه المهمة معًا.