«ما الذي يحتاجه العالم منا الآن؟»
بسبب منصبي نائبة رئيسة مؤسسة ويكيميديا لشؤون الشراكات والبرامج والمنح، يتردد أمامي السؤال الذي طرحته ماريانا إسكندر لأول مرة حينما انضمت إلى المنظمة. لا شك أن ما نرى العالم يحتاجه منا يتغير تلقائيًا بتغير مكاننا.
شارك فريق الشراكات التابع لمؤسسة ويكيميديا السنة الماضية، جزءً من عملية تخطيطنا السنوية، قائمة بالاتجاهات الخارجية التي رأينا أنها الأكثر احتمالًا أن تؤثر تأثيرًا كبيرًا على السياق الذي تعمل فيه حركة ويكيميديا. كان مجال تركيزنا في ذلك الوقت هو الطبيعة المتغيرة للبحث والزيادة الضخمة في الطلب العالمي على المحتوى والمحتوى الغني بالوسائط على وجه الخصوص والزيادة المثيرة للقلق لأعمال التضليل ونشر المعلومات الزائفة. سمعنا من الكثير من أعضاء حركتنا عن اتجاهات إضافية تواجه حركتنا لم نذكرها في تلك القائمة، إلا أنها ذات أهمية بالغة للكيفية التي نعمل بها بصفتنا حركة، ويشمل ذلك عدم الاهتمام بالصحافة الاستقصائية والضرر الذي لحق بمؤسسات جلام بسبب الفاشية العالمية.
بدأنا السنة الحالية تحديث هذه القائمة وطلبنا آراء وملاحظات موظفي المؤسسة المنتمين إلى فرق المناصرة العالمية، والمنتجات، والثقة والسلامة، كي يساعدونا في استيعاب ما الذي يجري في العالم الذي يغلب الظن أن يؤثر تأثيرًا كبيرًا على حركتنا. كما كان الحال السنة الماضية، هذه ليست قائمة جامعة بكافة التهديدات والفرص التي تواجه حركتنا، بل هي منظور واحد على بعض من المسائل الأكثر إلحاحًا التي تواجهنا.
ومنذ أننا نعلم أن مجموعة متنوعة من المنظورات تمنحنا صورة أوضح عن الواقع وتوجه القرارات توجيهًا مستنيرًا، لهذا السبب نطلب مساعدة الحركة كاملة بمشاركة الأعضاء أفكارهم فيما يخص هذه المواضيع. نرحب بآرائكم وملاحظاتكم ونحثكم على مشاركتها فيما يتعلق بمسودة الأفكار تالية الذكر الموجودة على صفحة نقاشنا.
البحث والمحتوى
تحديث من سنة 2022: تواصل منصات التواصل الاجتماعي إرباك محركات البحث التقليدية إلا أن الذكاء الاصطناعي يهدد بحدوث إرباك أكبر من ذلك بكثير
- تجذب خبرات الاستخدام المعتمدة على الأشخاص جماهير يافعة أكثر فأكثر إلى منصات التواصل الاجتماعي (مثل تيك توك وإنستغرام) وتبعدهم عن محركات البحث التقليدية.
- تختبر منصات التواصل الاجتماعي سمات بحث جديدة الغرض منها استبقاء هذا الجذب. تختبر محركات البحث التقليدية استراتيجيات مختلفة كي تظل في مضمار المنافسة وأن تظل وجهات مرغوبة – وهو ما يقلل من تصنيف تحسين محركات البحث للمحتوى في وصلات نتائج البحث الخارجية.
- قد تصبح الزيادة الضخمة للذكاء الاصطناعي المتقدم ذات فائدة في أعمال استحداث المحتوى واستهلاكه، إلا أن هذا الأمر يجعلنا متشككين في دورنا في منظومة المعرفة.
- أصبح شات جي بي تي (ChatGPT) في غضون شهرين لا غير تطبيق الوب الموجه للمستهلكين الأسرع نموًا في التاريخ. يمكن أن تنفع نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة وأدواته أعمال استحداث المحتوى واستهلاكه، إلا أن طبيعة الذكاء الاصطناعي تُفاقم من التحديات المتعلقة بالإيعاز والاستغناء عن الوساطة.
- قد تساعدنا هذه الاتجاهات في تحقيق رسالتنا – أو تقويض قدرتنا على الاستدامة.
- تقدم زيادة المنافسة في البحث وصعود نجم الذكاء الاصطناعي فرصًا لتوصيل المعرفة الحرة المجانية المزيد من البشر في كافة أنحاء العالم (بطرق جديدة) أكثر من أي وقت مضى. كما أنها تطرح أسئلة كبرى لا إجابة عنها وتجلب مخاطر على منظمتنا ومشاريعنا وحركتنا.
نشر المعلومات الزائفة
- حرب المعلومات يستعر أوارها.
- إن أوار حرب المعلومات بصفتها سلاحًا سياسيًا وجغراسيًا بيد الحكومات والحركات السياسية يستعر وتصبح أكثر تعقيدًا ومكرًا، بينما تصبح أيضًا أكثر خطورة (منذ أن حملات نشر المعلومات الزائفة يزيد أن يصحبها حملات تهديد بالأذى وابتزاز وإلقاء قبض وخلافه).
- المحتوى المولّد بالآلات يتوسع وينتشر.
- إن قدرة الأنظمة الاصطناعية على توليد محتوى مرتفع الجودة تنمو وتكبر، والأدهى من ذلك أن نشرها على المجتمعات ووصولها إلى الاتجاه السائد يحدث سريعًا في أغلب الأسواق الكبرى. سوف يساعد الموقف الذي ستتخذه ويكيميديا في التأثير على الساحة.
- أعمال نشر المعلومات الزائفة المشفّرة ومصادر هجمات التضليل ومساراتها تزيد وتنمو.
- نتج عن الخصوصية الرقمية والخوف من حروب المعلومات دفع نشر المعلومات الزائفة تجاه قنوات مقفلة حيث يجعل التشفير جهود المراقبة والتنبؤ أكثر تحديًا، مما يسمح لأعمال نشر المعلومات الزائفة أن تزدهر وأن تستقطب آخرين كي تتقدم في مستواها. منذ أننا منصة مفتوحة تتعرض لهذا الاتجاه المؤذي (أي أننا منصة مفتوحة عمومية يمكن مراقبتها وصيانتها ورعايتها بيد مضيفين) يمكننا أن نبيّن نموذجنا وطرقنا في صفة وظيفة تتعامل مع المشكلة.
- ويكيميديا أصبحت هدفًا مستباحًا.
- زادت أيضًا في 2022 أعمال نشر المعلومات الزائفة والهجمات المكرّسة على الحركة والمتطوعين من الأفراد والمؤسسة ذاتها، ونتج عنها زيادة كبيرة في المخاطر التي يتعرض لها متطوعينا وتشويه سمعة المؤسسة ذاتها.
القوانين المنظمة
أصبحت ويكيميديا ذات طابع أكثر دولية بصفتها منظمة، وهو ما يعني وجود المزيد من قوانين الدول التي تسري علينا.
كي نحمي مشاريعنا وأفرادنا، سوف نحتاج للالتزام بمجموعة تتسع باستمرار من القوانين السارية في كافة أنحاء العالم. يتعين علينا أن نكون مستعدين لمناهضة تصرفات الحكومات الضارة أمام المحاكم وكذلك المناصرة على الملأ لجهود إلغاء القوانين الضارة في عدد أكبر من الدول بينما يستمر نمونا.
- الجماهير تطلب المزيد من مقدمي خدمات الاستضافة أكثر من أي وقتٍ مضى.
- يزيد الضغط السياسي أكثر فأكثر على الحكومات كي تتعامل مع مجموعة مختلفة من الأضرار والتحيزات المحسوسة على الإنترنت. سوف تنظر السنة الحالية المحكمة العليا الأميركية قضيتين اثنين تحتجان على قانون الإنترنت المؤثر CDA 230، والتي يحتمل إعاقتها لسبل حماية الوسطاء الراسخة التي تعتمد عليها منصات مثل ويكيبيديا. وفي ذات الوقت، تزيد العقوبات نتيجة استضافة محتوى ضار أو مؤذٍ، والتي تشمل المسؤولية الجنائية في بعض الحالات كما هو الحال حسب قانون السلامة على الإنترنت البريطاني (UK Online Safety Bill).
- المشرعون لا يضعون في الاعتبار ويكيبيديا.
- تواصل التشريعات الخلط بين ويكيميديا وبين المنصات الهادفة للربح. عدد محدود من المشرعين يستوعب نموذج ويكيميديا في رقابة المحتوى الذي يقوم على تنفيذه متطوعين. نحتاج لتثقيف الحكومات ومن يوجهون السياسات وتعريفهم بنموذج ويكيميديا – وكيف يجب أن تحمي القوانين هذا النموذج وتقدم له المساندة.
- علاقتنا بمنصات التقنية الهادفة للربح مهمة ومعقدة.
- نحن نحتاج لبعضنا البعض. ولكن كي نحمي نموذج ويكيميديا ومشاريعها وأفرادها من القوانين الضارة، يتعين تثقيف المشرعين ومن يؤثرون على السياسات وتعريفهم بمدى الاختلاف بيننا وبين المنصات الضخمة الهادفة للربح. يمكننا تحقيق هذا الهدف عن طريق الرسائل الإيجابية الموجهة للمشرعين ومن يؤثرون على السياسات مفسرين لهم كيفية عمل نموذجنا الذي يعتمد على المتطوعين وكذلك دور الحركة الإيجابي في المجتمعات.
Can you help us translate this article?
In order for this article to reach as many people as possible we would like your help. Can you translate this article to get the message out?
Start translation