نصائح من الويكيميديين إلى الأمم المتحدة. ساعد في نشر الكلمة.

تعمل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على صياغة رؤية لمستقبل الإنترنت من خلال الإتفاق الرقمي العالمي. يمكننا ضمان حماية مشاريع ويكيميديا.

تحدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة مبادئ لمستقبلٍ رقميٍ مفتوحٍ وحرٍ وآمن من خلال إطار دولي جديد هو الإتفاق الرقمي العالمي. على غرار أهداف التنمية المستدامة التي أطلقتها الأمم المتحدة، سيصبح الإتفاق الرقمي العالمي برنامج العمل الأساسي الذي يحدد كيفية تشكيل الدول الأعضاء سياسات الإنترنت الخاصة بهم وتطوير التشريعات على مستوى الدولة. هذه السياسات والتشريعات ستؤثر على مشاريع ويكيميديا.

نريد أن يضمن الاتفاق الرقمي العالمي وجود فضاءات في ذلك المستقبل الرقمي للنماذج التي يقودها المجتمع والتي تركّز على المصلحة العامة. هذا الأمر على درجةٍ بالغة من الأهمية في الوقت الذي تزيد فيه محاولات صنّاع السياسات لتنظيم شركات التكنولوجيا الكبرى التي تسعى لتحقيق الربح، ما يتسبب بعواقب سلبية غير مقصودة على المنصات التي يقودها المجتمع مثل منصاتنا. لقد حان الوقت لصياغة نصّ الميثاق، ولدى ويكيميديا قصة وخبرة فريدة يمكن مشاركتها.

نشرت مؤسسة ويكيميديا و12 جهة شقيقة لويكيميديا رسالةً مفتوحة تدعو فيها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لتضمين ثلاث التزامات رئيسية في الاتفاق الرقمي العالمي. توضّح هذه المدونة سبب أهمية التأثير على الاتفاق لصالح مَهمّة ويكيميديا المتمثّلة في المعرفة الحرة والمفتوحة، ولماذا ننشر الرسالة المفتوحة الآن، وكيف يمكنك دعم هذه المبادرة.

لماذا يُعتبر الاتفاق الرقمي العالمي مهماً؟

الاتفاق قيد الإنشاء بشكلٍ تعاوني من خلال عملية تشاورية تشارك فيها الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص وغيرها. ستصوت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على النسخة النهائية من الاتفاق في سبتمبر/أيلول 2024، في اجتماع خاص يعرف باسم قمة المستقبل سيُركّز على جوانب مختلفة من التعاون العالمي.

خلال العامين الماضيين، شاركت المؤسسة والجهات الشقيقة لها في عملية صياغة الاتفاق. في الآونة الأخيرة، وضعت المؤسسة و12 جهة شقيقة مقترحاً للحفاظ على المبادئ الأساسية الجوهرية والضرورية لحركة ويكيميديا، مثل حماية النماذج التي تقودها المجتمعات، في النسخة النهائية من الاتفاق. نحن نعتقد أن هذا سيحمي مشاريعنا ويمهد الطريق لظهور مشاريع مماثلة وازدهارها في المستقبل.

بالنسبة للجهات الشقيقة لويكيميديا مثل ويكيميديا جمهورية التشيك، يعتبر الاتفاق فرصةً نادرة لبناء مستقبل أكثر شمولية على الإنترنت بشكل استباقي:

في المناصرة والتأييد، غالبًا ما نتفاعل فقط مع التغييرات التي تحدث في بيئتنا القانونية والاجتماعية التي لم نكن قادرين على التأثير فيها سابقًا. وبالتالي، كلما أتيحت لنا الفرصة للمشاركة في وضع القواعد، وليس اتباعها فقط ، علينا أن نغتنمها. والميثاق الرقمي العالمي هو فرصة من هذا القبيل. ستؤثر هذه المبادرة على شكل العالم الذي تعمل فيه مشاريع ويكيميديا، وهنا يمكننا أن نفعل شيئًا للمساعدة في جعل الفضاء الرقمي على الإنترنت كما نريده أن يكون: مساحة رقمية حرة دون حواجز، تمكّن وتتيح مشاركة المعرفة الحرة.

لماذا ننشر هذه الرسالة المفتوحة الآن

تقترح الحكومات في جميع أنحاء العالم بشكلٍ متزايدٍ تشريعات جديدة تهدف إلى تنظيم شركات التكنولوجيا الربحية الكبرى، ولكن في الوقت نفسه، فإنها تخلق عن غير قصد متطلبات قانونية قد تؤثر سلباً على ويكيبيديا ومشاريع ويكيميديا الأخرى. تهدد بعض التدابير التي اقترحتها الحكومات في السنوات الأخيرة قدرة المتطوعين على الإشراف على المشاريع وتنظيم المحتوى، وتضغط على المؤسسة لانتهاك مبادئ الخصوصية وجمع معلومات عن المستخدمين أكثر من اللازم.

لا شكّ أن إنشاء الاتفاق الرقمي العالمي هو أحد أهم الفرص القيّمة لمعالجة هذه التهديدات على المستوى العالمي. من خلال هذه الرسالة المفتوحة، نحث الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ونشجعها على مساعدتنا في تكريس قيمنا في إدارة وتنظيم وإدارة المحتوى الذي يقوده المجتمع والحوكمة في هذا الإطار العالمي من أجل حماية مستقبل مشاريعنا. تستند هذه الرسالة المفتوحة إلى جهود الجهات الشقيقة والمؤسسة على مدار العامين الماضيين للمساعدة في صياغة الاتفاق، من خلال تقديم مداخلات مكتوبة وشفهية في عدد من المشاورات العامة. وتشمل هذه المداخلات تقديماً مكتوباً شاملاً في أبريل/نيسان 2023.

بالنسبة لمجموعة مستخدمي ويكيميديا نيجيريا ومستخدمي ويكيميديا تشيلي، يمثل الاتفاق فرصةً لتسليط الضوء على تجارب مجتمعاتهم على المستوى العالمي.

أوضحت مجموعة مستخدمي ويكيميديا نيجيريا التحديات التي تواجهها وتطلعاتها:

إن الوصول إلى الموارد والمعرفة والسلطة ليس متاحًا بنفس النسبة لجميع الدول، كذلك الأمر بالنسبة للوصول إلى التكنولوجيا. بصفتنا منظمة من جنوب الكرة الأرضية، فإننا نتطلع إلى مستقبل تكنولوجي رقمي يستفيد منه الجميع ويعزز شفافية المعلومات والمساواة والأمان لمستخدمي الإنترنت في كل مكان.

أكدت ويكيميديا تشيلي على أن الاتفاق يوفر فرصةً حاسمةً لإعادة تشكيل الحوكمة الرقمية:

إن الأصوات القادمة من الجنوب العالمي حاسمة في تشكيل هذا النقاش. غالبًا ما يتم تجاهل تجاربنا عند تحديد التأثير العالمي للتكنولوجيا وحوكمتها. ونحن نحثّ الجهات الشقيقة لويكيميديا والمتطوعين على المشاركة بنشاط في هذا الحوار، حيث أنه يمثل فرصة نادرة لتشكيل وحماية الإنترنت الذي نرغب فيه.

تحدد رسالتنا المفتوحة الالتزامات الرئيسية التي نرغب في تضمينها في النسخة النهائية من الاتفاق: المبادئ الأساسية لضمان أن مستقبلَ الإنترنت مفتوحٌ وعالميٌ وقابلٌ للتشغيل البيني وشاملٌ للجميع ومرتكزٌ على حقوق الإنسان.

ماذا نقول في رسالتنا المفتوحة

تطلب الرسالة المفتوحة التي نشرتها المؤسسة ووقعت عليها عشرات الجهات الشقيقة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تضمين ثلاثة مبادئ أساسية في الاتفاق الرقمي العالمي يمكن أن تساعد في ضمان استمرار ازدهار مشاريع المصلحة العامة على الإنترنت والأشخاص الذين ينشؤون هذه المشاريع أيضاً:

  1. حماية المجتمعات وتمكينها من إدارة مشاريع المصلحة العامة على الإنترنت. لا ينبغي أن تكون مشاريع المعرفة الحرة مثل ويكيبيديا نادرةً. يجب أن تدعم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عالماً يمكن فيه للمجتمعات المتنوعة على الإنترنت بناء وإدارة مشاريع المصلحة العامة الخاصة بها، وتصميمها لتكون منصفةً وعادلةً وتساهم في نظام بيئي معلوماتي أكثر صحة على الإنترنت، وذلك من خلال التنظيم والسياسة العامة والتمويل والموارد الأخرى.
  2. تعزيز وحماية المنتجات العامة الرقمية من خلال دعم المشاعات الرقمية القوية التي يستفيد منها الجميع وفي كل مكان. تهدف المنتجات الرقمية العامة مثل ويكيبيديا وغيرها من مشاريع ويكيميديا الأخرى إلى إتاحة المعلومات متعددة اللغات والثقافات للجميع مجاناً. إن وجودُ مجالٍ عامٍ مزدهر يتيح مشاركةَ المحتوى الحرّ ضمن ترخيص مفتوح للجميع لاستخدامه وإعادة إستخدامه لهو أمرٌ أساسيّ للنهوض بالعديد من أهداف التنمية المستدامة.
  1. بناء ونشر الذكاء الاصطناعي (AI) وتعلّم الآلة (ML) لدعم وتمكين، وليس لاستبدال، الأشخاص الذين يُنشئون المحتوى ويتخذون القرارات للمصلحة العامة. يجب أن تدعم أدواتُ الذكاء الاصطناعي وتعلّمُ الآلة عملَ البشر ولا تحلّ محلّهم. ويجب أن تُصمم هذه الأدوات وتنشر بطريقة تتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، بما يضمن الإسناد الواضح والمتّسق. يجب أيضًا أن تضمن مثلُ هذه الأدوات مشاركةً وسيطرة المجتمعات المتأثرة ومراقبتها من خلال عمليات شفافة ومفتوحة وخاضعة للمساءلة.

أطلقت ويكيميديا المملكة المتحدة حملةً في السنوات الماضية لتثقيف المشرّعين وصنّاع القرار ومنع العواقب السلبية غير المقصودة للقرارات التنظيمية والتشريعية التي تهدد مشاريع ويكيميديا. وأشارت هذه الجهة الشقيقة إلى أن:

يمثلُ الاتفاق الرقمي العالمي فرصةً فريدةً للويكيميديين للعمل معاً، عبر الدول، لتحديد كيف يمكننا جعل الإنترنت مكانًا أفضل. من الأهمية بمكان تحقيق توازنٍ بين مصالح المستخدمين وتوفير الحماية والحرية لمشاريع المصلحة العامة والمنصات التي يديرها المجتمع. نأمل أن يوقّع أكبر عدد ممكن من الأشخاص من مختلف مجتمعات ويكيميديا المتنوعة على الرسالة المفتوحة ومشاركتها للمساعدة في تشكيل هذه المبادرة الهامة.

تعتمد الإمكانيات الكاملة للإنترنت – التي تتيح التعاون، وتوسيع نطاق الوصول إلى المعرفة، ودفع عجلة التقدم الاجتماعي –  على تضافر جهود الحكومات وصنّاع السياسات والمجتمع المدني لحماية فضاءات ومساحات المصلحة العامة على الإنترنت.

ندعوكم للتوقيع على الرسالة المفتوحة لإظهار دعمكم لمستقبلٍ رقميٍ يحمي ويكيميديا وغيرها من المشاريع التي يقودها المجتمع للأجيال القادمة. يمكنكم أيضاً قراءة المزيد حول الاتفاق الرقمي العالمي وعمل حركة ويكيميديا لتشكيله في صفحة ميتا المخصصة لحملتنا التعاونية وفي المدونة المنشورة على منصة ميديوم Medium.

*      *       *

إذا كنت ترغب في الاطلاع على الأمور التي تحتاجها لمساعدتنا في حماية نموذج ويكيميديا، والمنتسبين لحركة ويكيميديا وقيمها، سجّل في نشرتنا الإخبارية الفصلية.